Page 84 - web
P. 84
436 القلـق والتوتـر قبـل الإدمـان؛ حيـث يندفـع
بتأثير الإدمان إلى السعي وراء المخدر؛ مما
يجعله يسلك أنما ًطا سلوكية لا اجتماعية
خ ـطرة ،فالإدمـان شـكل مـن أشـكال تدمير
الـذات ينعكـس في اضطرابـات سـلوكية
واجتماعيـة.
إن غيـاب القيـم الأخلاقيـة ووجـود ال ـفراغ
الروحـي ،وعـدم الوعـي الاجتماعـي الكامـل
بأ ـضرار تعاطـي المخـدرات تعـد مـن العوامـل
المؤديـة لو ـقوع الأ ـفراد في الإدمـان ،بجانـب
تداخل عوامل أسرية اجتماعية ،كمحاولة
الهـروب مـن المشـكلات الاجتماعيـة
كالخلافـات الأسـرية أو مشـكلات ناتجـة
عـن التفـكك الأسـري .وعوامـل نفسـية
مثـل الرغبـة في التخفيـف مـن حـدة القلـق
أو الشـعور بالإحبـاط أو الاكتئـاب ,وأخـرى
بيئيـة تتعلـق بمحيـط الفـرد كمخالطـة
أصدقاء السوء وتقليدهم في سلوكياتهم؛
حيـث إن مجموعـة الأ ـقران ،وخاصـة مـن
هـم في مرحلـة الشـباب تتكـون لديهـم
ثقافـة خاصـة بهـم تجمعهـم فيهـا توجهـات
وأفـكار وقيـم اجتماعيـة وتقاليـد متشـابهة
وخاصـة بهـم بحيـث مـن لا يتبـع تلـك
الثقافة يعد عض ًوا خار ًجا عنهم؛ ولذا فإن
الأع ـضاء داخـل جماعـة الأصد ـقاء يشـجع
بعضهم البعض من خلال تفاعلهم ،وقد
يشجعون بع ًضا على السلوكيات المنحرفة
وغير العاديـة ومـن ضمنهـا تعاطـي المـواد
المخـدرة ،بـل تأثيرهـم يمتـد للتأثير على
طقـوس التعاطـي وكيفيتـه .وهنـاك بعـض
أنـواع تعاطـي المخـدرات ترجـع لعامـل
بيولوجـي مثـل الرغبـة في التخفيـف مـن
حـدة الآلام الجسـمية.
لا شـك أن مشـكلة الإدمـان لهـا آثـار
اجتماعيـة على الأ ـسرة والبيئـة المحيطـة
بالمدمـن ،وتـؤدي إلى دمـار كامـل نتيجـة
تراكـم المشـكلات المترتبـة على هـذا الإدمـان.
83